يوم للفرح

قصص وحكايات للأطفال بمساعدة الكبار ..

السبت، 17 مايو 2008

الغنيـــمة - تحكى لاكتشاف لأى مدى تكون الرغبة


تصايح الفأران، وتقافزا، ثم أدركا أنهما ينبغي عليهما التزام الصمت التام، فما يفعلانه سوف يجلب شركاء، غير مرغوب فيهم بالطبع.

كانت شجرة التفاح قد أسقطت كمية من ثمارها الناضجة على الأرض.

تلفت الفأران بحثاً عن أي غريب يكون بالمكان ...

- لا يوجد أحد.. ها.. هذا طيب جداً.

- إنها غنيمة و...

- ولا نصادف مثلها إلا مرة في العمر.

أغمض الفأران عيونهما، وراح كل واحد إلى سحابة ركبها، والأمنيات تلف رأسيهما ..

هنيهة.. لكن ...

ما هذا الخوف الذي حلّ بهما، وتمكن منهما ؟

ماذا لو جاء مَن هو أقوى، وطردهما، واستولى لنفسه على هذه الغنيمة، من ثمار التفاح ؟

أبداً. هذا لن يكون .

- لا وقت للأحلام الآن. أفق .

- حقاً.. حقاً.. أنت تقول الحق.. أفق أنت أيضاً .

إذن إلى العمل .

حمل كل فأر ثمرة تفاح، وبدأت الرحلة إلى الجحر.

كم من أحجار عطلت هذه الرحلة، وكم من حفر، وغدران، ووديان، كان عليهما تجاوزها، وكم من عدو قابلاه، وكان عليهما دائماً أن يكونا حذرين ماهرين في التخفي، والحفاظ على التفاحتين كالحفاظ على روحهما .

الآن وصلا إلى الجحر.

لا راحة، ولا كسل، هناك مهمة يجب إنجازها .

دفعا الثمرتين الطيبتين إلى داخل الجحر.

وإلى الشجرة في رحلة العودة وصلا، وتقافزا، كل واحد يحمل تفاحة، وإلى الجحر رجعا، ومثلما فعلا في البداية، أخذا يدخلان الثمرتين إلى الجحر.

كم مرة كانت رحلة الذهاب، والعودة ؟!

عشر مرات.. عشرين ؟!

لا أحد منهما يعرف، لأنهما لم ينتبها إلى حسابها .

ولكنهما يتذكران ذلك (الابن عرس) الذي اغتصب منهما تفاحتين، صارخاً :

- احملا هاتين الثمرتين إلى جحري. هيا.

الحمد لله من قبل، ومن بعد .

فابن عرس هذا لم يكن فضولياً، ولذلك لم يسأل الفأرين: من أين حصلا على هاتين التفاحتين ؟ ولم يسأل: هل هناك المزيد من هذه الثمار؟

كان همّه الأول والأخير أن يحصل على الثمرتين بلا تعب، وقد حصل عليهما فعلاً، مع راحته من حملهما إلى عتبة جحره.

- هنا . قفا ...

استدار ابن عرس، وصرخ في الفأرين، اللذين جعلتهما الصرخة يهربان بسرعة، وهما يضحكان من سذاجته، مع أنه - أيضاً - كان يضحك من سذاجتهما، ولكل فيما يرى، وفيما يفكر وجهة نظر!

في الرحلة الأخيرة كانت ثمار التفاح قد ملأت الجحر تماماً، وسدت بابه، باستدارتها، وحمرتها التي تلمع .

ووقف الفأران يهرشان رأسيهما، وهما يتبادلان حواراً دهشاً:

- أين ذهب الجحر؟هل نبيت في العراء ؟!

- لا يمكن. لكن.. أين ذهب الجحر؟!

- أنا الذي أسأل .

- لا. أنا الذي أسأل .

والآن. هل لديك أنت إجابة عن سؤالهما ؟!

أعتقد أن الإجابة لديك، وسوف تعرف أن الشيء الزائد عن حدّه، ينقلب لضده ..

ليست هناك تعليقات: